طفولة

طفولة

طلمبة وقلة وزير
ومفردات بيتنا الصغير
وعشَّة كنا بنيناها معا
طيارة من طين
وخاتم الملك الذي من منى صنعته معك
أيام كنا نصنع السيجار من لحاءات الذرة
ونقذف الكرة
في وجه أطفال المدينة المهاجرة
لعلهم ينأون عن بيوتنا التي تآكلت
جاءوا لينعموا بخبزنا..
بجبننا الذي يباع كي نعيش
لينعموا بأكلة الفطير
بالبيض واللبن
من يدفع الثمن ؟
جاءوا لينعموا بخيرنا
من غير أن يستكشفوا أحوالنا
ويعلموا أن الذي قد شدهم هنا
محرم على أفواهنا
وحين يرحلون
تعاود السبع العجاف طحنها
فلا النعيم زارنا بقربهم
ولا الهناء حلَّ باغترابهم
وحين يصرخ الحنق
يدق بابنا الغرق
ونحلب البهيمة الضريرة العجوز
لكي نسدد الديون نرجم العوز
فليتهم لا يرجعون
وليتهم ينسون أننا أقارب
قد يزعمون أن بيتنا الكسيح غيره
وأن جحشنا الجموح مهرة مسالمة
وفاتهم بأننا نموتُ..
حين يحمل النعيم كي يباع
لكي تؤسَّى صرخة الجياع
وأننا ننام عكس بعضنا
وأننا نبدِّل الملابس اللقيطة المهلهله
نبدِّل النعال
فليتهم لا يرجعون
حتى نحسَّ أننا بشر

30/6/2003
أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى